شركات بتروليّة عالميّة و شركات عائليّة في تونس
من بين الحوادث التي لازال يكتنفها بعض الغموض، و لكنّها غير غريبة عن عائلة الطرابلسي و هي ملابسات مغادرة الشّركة الفرنسيّة للبترول «Elf-Aquitaine». «فقد قرّرت الشّركة البتروليّة سنة 1996 التخلّص من أنشطة التّوزيع في تونس. و كانت المفاوضات قد انطلقت مع مجموعة من رجال الأعمال التونسيين (لتسليم مهام التوزيع). و قام «الهادي الجيلاني»، رئيس الأعراف التونسيين و ليلى الطرابلسي وشقيقها بلحسن، و اغتاظوا لعدم إعلامهم بالعمليّة، بجلب السيّد «Jean-Marie LEGENDRE» الرئيس المدير العام لــ «Elf-Aquitaine» وبكلّ بساطة، عن طريق رجال الأمن الذين اقتادوه إلى «محمد علي القنزوعي» كاتب الدّولة للأمن الوطني آن ذاك الذي عبّر عن رغبته في معرفة الجهة التي تريد الشّركة أن تبيعها و السبب في ذلك. و بما أنّ السيد «J.-M. LEGENDRE» لم يكن مكلّفا بالتفاوض في محلاّت وزارة الداخليّة، فقد اتصل من مكتب "القنزوعي" برؤسائه الذين أمروه بعدم التعامل مع هذا التّحقيق و مارسوا ضغطا دبلوماسيّا سريّا لإطلاق سراحه في نفس اليوم». و بعد فترة قصيرة قرّر مجلس إدارة « Elf» الكفّ عن أي نشاط يتعلق بالاستكشاف و البحث و التّنقيب في تونس بما في ذلك استغلال «حقل عشطروت».
و بعد الثورة التي أطاحت بالجنرال الفار، قام «سليم شيبوب» بتصفية أعماله في تونس و بالتّحديد يوم السبت 30 سبتمير 2011 و ذلك ببيع أسهمه بالشّركة الكندية «Voyageur Oil and Gas» بقيمة 60 مليون دولار لصالح الشّركة الامريكيّة «Anadarko Petroleum Corporation» و قد قدّمت شركة البترول الكندية التي يترأسها «سليم شيبوب»، صاحب أغلبيّة الأسهم ، بطلب لوزارة الصّناعة و التكنولوجيا من أجل تمكينهم من رخصة الاستكشاف و البحث و استغلال النّفط ببرج الخضراء و قد بلغ هذا الاتفاق مرحلته النهائية مع وزارة الصّناعة و التكنولوجيا. و ما يثير الاستغراب أنّ هذا التّمشي في حدّ ذاته لا يستقيم لأنّه من المفترض أن يكون قد تم تجميد كل ممتلكات «سليم شيبوب»، بتونس و بالخارج. و ما يدعو إلى الرّيبة أكثر، مصادقة الإدارة العامّة للطّاقة بوزارة الصّناعة و التكنولوجيا على إتمام هذه الصفقة و هي تعي جيّدا أن «سليم شيبوب» سوف يتسلّم أمواله حتما بالدّوحة أو بدبي.
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire