يوم القيامة يكون الأمر كله بيد الله سبحانه وتعالي وذلك في قوله عز وجل في هذه الآية الكريمة” يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ للهِ“، لذا فإنه يجب علينا جميعاً الاستعداد لهذا اليوم وذلك بالإكثار من عمل الخير في الدنيا ومراقبة الله عز وجل في أوامره والانتهاء عما نهى عنه.
ومن أهوال يوم القيامة أن الشمس سوف تدنوا جداً من رؤوس العباد، فتصيب بعضهم بالأذي وهم الذين كانو لا يتبعوا ما أمر الله عز وجل به وكانوا يتبعون الشهوات، والبعض الأخر وهم عباد الله الصالحون سوف يكونون في أمان لأنهم سوف يكونون فى ظل الله سبحانه وتعالي يوم لا ظل إلا ظله فمن يكون هؤلاء الناس.
وفي هذا يقول النبي صلي الله عليه وسلم في حديثه المشهور والذي رواه البخاري وغيره: “سَبْعةٌ يُظلُّهم اللهُ في ظلِّه يومَ لا ظِلَّ إلا ظلُّه، إمامٌ عادلٌ، وشابٌّ نشأ في عبادةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ورجلٌ قلبُه مُعلّقٌ بالمساجدِ، ورجُلانِ تحابَّا في اللهِ اجتمَعَا عليه وتفرَّقَا عليه، ورجُلٌ دعتْهُ امرأةٌ ذاتُ مَنصِبٍ وجمالٍ فقال إني أخافُ اللهَ، ورجلٌ تصدقَ بصدقةٍ فأخفاهَا حتى لا تعلمَ شمالُه ما تنفقُ يمينُه، ورجلٌ ذكرَ اللهَ خاليًا ففاضتْ عَيناه“.
هؤلاء السبعة وأناس أخرون سوف يظلهم الله يوم القيامه والسبعة أي أنهم محمون من الله عزوجل من حرارة الشمس والسبعة الذين ذكرهم الرسول صلى الله عليه وسلم هم:-
1- إمام عادل :- هو الحاكم العادل الذي يحكم بين أبناء رعيته بالعدل والمساواة بين جميع مواطنيه لا يفرق بينهم ويحكم فيهم شرع الله عز وجل، والأمام العادل يكون مثل أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم الذين حكموا بعد وفاته صلي الله عليه وسلم كامثال أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلى بن أبي طالب، ثم من بعدهم الخليفة الخامس عمر بن عبد العزيز الذي كثرت في عهده الأموال فكان لا يجد من يحتاج الصدقة.
2- شاب نشأ في عبادة الله عز وجل أن هذا الشاب نشأ منذ نعومة أظافره على عبادة الله، وتعلم شرعه سبحانه وتعالي وطبق هذا الشرع وحرص على طاعة الله واجتناب المحرمات في السر والعلن.
3- رجل قلبه معلق بالمساجد لأن المساجد هي أفضل بقاع الأرض حيث يعبد فيها الله سبحانه وتعالي ويذكر في أسمه وهذا الرجل هو الذي يحرص على أداء الصلاة بالمساجد حيث قال الرسول صلي الله عليه وسلم “بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامه”.
4-رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه أي أنهما يوصيان بعضهما البعض بأداء أعمال الخير وأنهما يحبان بعضهما لله عز وجل وليس من أجل مصلحة معينه ويتعاونان فيما بينهما على أداء الطاعات وقد وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن وجوهم نور على منابر من نور يفرح لهم النبيون والشهداء لما لهم من الفضل والمنزلة.
5- رجل دعته إمرأة ذات منصب وجمال فقال لها إني أخاف الله رب العالمين حيث أن الله سبحانه وتعالي قد أمر بغض البصر و النظر للحرام وحفظ الفرج عن الحرام.
6- رجل تصدق بصدقه فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه وهذا الرجل هو الذي يتصدق من مال الله الذي رزقه به وكان شديد الحرص على إخفاء هذه الصدقه حتى أن شماله لا تعلم ما أنفقت يمينه والصدقه جعل الله فيها سراً عظيماً لأنها هي السبب في جلب الرزق والصحة والبركه في المال.
7- رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه: وهو الذي عندما يتذكر الله سبحانه وتعالي تدمع عيناه من خشية الله وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :”عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله”
وفي النهاية ندعوا الله سبحانه وتعالي أن نكون من هؤلاء السبعة الذين سيظلهم الله بظله في يوم لا ظل إلا ظله يوم القيامة وأن نلتزم بأوامر الله سبحانه وتعالي وأن ننتهي عما نهانا عنه.
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire