مازال الغموض يلف ملف « الحارقين » التونسيين المفقودين في إيطاليا منذ أكثر من عام، ومازال الانتظار السمة الأبرز لكل عائلاتهم الذين يقدر عددها بالمئات بمختلف ولايات ومناطق الجمهورية وخاصة بالأحواز والأحياء الشعبية المتاخمة للعاصمة.. انتظار يشوبه الخوف من سماع خبر أليم لا قدر الله.. انتظار ممزوج بالحيرة والألم والوجع لفراق فلذة الكبد.. ورغم ذلك فإن الأمل في سماع خبر سار عن مصير أبنائهم مازال قائما..
فالكل يبحث في كل الاتجاهات.. في تونس.. بين وزارات الداخلية والخارجية والشؤون الاجتماعية وجمعيات حقوق الإنسان.. وفي إيطاليا بين مختلف المصالح المعنية بالملف بحثا عن معلومة مفقودة.. عن حقيقة غائبة قد تعيد البسمة للجميع…
في خصوص هذا الملف الشائك وفي انتظار ما ستعلن عنه السلط الرسمية من مستجدات حال حصولها على معلومات مؤكدة علمت « الصباح » حصريا ان أحد مراكب الصيد التي أبحرت خلسة في ساعة متأخرة من مساء يوم 29 مارس 2011 قد وصل فعلا إلى سواحل لمبدوزا يوم 30 مارس 2011 وهو اليوم الذي صادف فيه تواجد رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني، ففضلا عن التقارير الإخبارية المصورة التي بثتها سابقا إحدى القنوات الإيطالية وظهر فيها عدد من المشاركين في هذه « الحرقة » ومن بينهم الشاب كريم مباركي لدى وصول المركب بالقرب من ميناء لمبدوزا..فإن معطيات جديدة حصلت عليها « الصباح » تدعم هذه الرواية، وتعتبر مفاجأة من الوزن الثقيل..
مفاجأة مدوية
فقبل أيام تلقى شاب تونسي يقطن بإحدى المناطق المحاذية للعاصمة مكالمة هاتفية على جهازه المحمول مجهولة المصدر وبالرد عليها فوجئ بصوت شقيقه التوأم المفقود في إيطاليا منذ شهر مارس 2011، وهنا يقول محدثنا الذي خيّر عدم الكشف عن هويته أو عن هوية شقيقه للرأي العام: »لقد كنت بالبيت أشاهد التلفاز في سهرة يوم الثلاثاء قبل الفارط عندما رن هاتفي ففوجئت برقم غير معروف(numero inconnu) وما إن فتحت الخط حتى كانت دهشتي كبيرة.. عندما اكتشفت ان مخاطبي ليس سوى أخي التوأم… استفسرته عن سبب اختفائه طوال هذه المدة ولمته عن عدم اتصاله بنا مما حول حياتنا إلى جحيم لا يطاق فأعلمني بالحقيقة كاملة« .
محدثنا أضاف: » لقد أعلمني شقيقي أن يوم وصول مركبهم يوم 30 مارس 2011 صادف تواجد برلسكوني بجزيرة لمبدوزا بسبب هجمة « الحراقة » عليها، ولذلك شددت وحدات البحرية الإيطالية والحرس البحري الحراسة على مياهها الإقليمية، وحال اقتراب مركبهم من سواحل لمبدوزا تم مباشرة تحويل وجهته إلى سردينيا حيث منع راكبوه من الاتصال بعائلاتهم أو إرسال حتى رسائل لها بمقتضى اتفاقية « سياسية » قال إنها أبرمت بين الجانبين الإيطالي والتونسي حتى يحدا من رحلات الهجرة غير السرية في تلك الفترة« .
عقوبات سالبة للحرية
وذكر نفس المصدر أن السلط الإيطالية قضت بسجن كل واحد منهم لمدة 15 شهرا وأودعتهم معتقل سردانيا ثم قامت بنقلهم إلى شمال روما ثم تراباني قبل أن يتم نقلهم إلى معتقل يجهل المنطقة التي يتواجد بها، مشيرا إلى أن شقيقه أصبح منذ مدة يعمل بحضيرة تابعة للمعتقل، وهو ما مكنه من التعرف أخيرا على أحد الاعوان فرأف لحاله عندما أخبره بوفاة والده فمكنه خلال تلك الليلة بعد إخلاد الجميع للنوم(حوالي الساعة الثالثة فجرا) من بطاقة سيم لهاتف محمول ليتصل بنا ويطمئننا عن مصيره وعن مصير كل من كان معه على متن »البلانصي » والذين ينحدرون من عدة مناطق وأحياء شعبية كالسمران والوردية والجبل الأحمر وولاية صفاقس.
وتابع محدثنا قائلا: » لقد أعلمني شقيقي أن عددا كبيرا من التونسيين ممن يعتبرون في عداد المفقودين هم معه بنفس المعتقل، كما أكد لي أن عقوبته تنتهي يوم 29 جوان القادم وهو مهدد بالترحيل بعدها، كما أشار إلى أنه لم يقع إخضاعه إلى إجراء أخذ البصمة أثناء مروره بمختلف المعتقلات شأنه في ذلك شأن جل مرافقيه وبالتالي فإن مسألة البصمة لن تجدي نفعا ولن تتوصل إلى فك لغز اختفائهم« .
محدثنا ختم بالقول: » لقد أعلمني شقيقي أنه سيتصل بي يوم الخميس ولكنه لم يفعل ولست أدري ماهي الموانع وها انا مازلت أنتظر اتصالا ثانيا منه« .
وفي نفس الإطار أكد نور الدين مباركي والد المفقود كريم مباركي وأحد ممثلي لجنة عائلات الحارقين التونسيين المتواجد حاليا في إيطاليا في إطار متابعة ملف المفقودين، أن الرواية التي قدمها شقيق أحد المفقودين صحيحة، وهو يعمل الآن جاهدا على ربط الصلة مع مسؤولي معتقل سردانيا في مرحلة أولى لمعرفة عدد نزلاء المعتقل التونسيين والمراكز الأخرى التي يحتفظ فيها بالمعتقلين التونسيين.
1577 مفقودا تونسيا
وأضاف مباركي في اتصال هاتفي مع »الصباح » مباشرة من العاصمة الإيطالية روما: »لقد تسلمت السلطات الإيطالية من نظيرتها التونسية 295 بصمة على ثلاث مراحل الأولى بها 143 بصمة والثانية 112 والثالثة 40، ولكن المفاجأة الكبرى هي أن السلط الإيطالية وفي إطار مراوغاتها المتواصلة أرسلت نتيجة مجموعة من البصمات للسلطات التونسية تبين أنها لمفقودين تونسيين منذ سنتي 2004 و2005، دون أن تمكنها من تقرير حول بصمات المفقودين عام 2011، واكد استنادا إلى مصدر من وزارة الداخلية الإيطالية أن عدد التونسيين المفقودين في إيطاليا منذ سنوات عديدة يبلغ 1577 شخصا، وهي مفاجأة من الوزن الثقيل لم نكن على علم بها، وختم بالقول: « نحن نطالب السلطات الإيطالية بضرورة الإسراع في إنجاز تقارير حول بصمات المفقودين التي أرسلت لها قبل أكثر من شهر، وبعد إنجاز مهمتها على أكمل وجه بإمكانها التفرغ للبحث عن بقية المفقودين القدامى.
بيان بعثة ممثلي عائلات المفقودين
إلى ذلك أصدرت بعثة ممثلي عائلات المفقودين المتكونة من الإخوة والأخوات ربح كريم ونور الدين المباركي وأحمد بن حسين ومحرز النقاش بيانا في روما تحصلت»الصباح» حصريا على نسخة منه هذا ما جاء فيه:»لقد شهدت قضية المفقودين في الفترة الاخيرة عدة تطورات مهمة لعل من أبرزها الوصول الى المحطة النهائية وهي نتائج البصمات التي قد تحدد مصير أبنائنا وتكشف لغز اختفائهم داخل التراب الايطالي وانقطاع الاتصال بهم ونحن من خلال هذا البيان نود أن نؤكد على عدة نقاط:
1- الشكر الحار لأهالي المفقودين من بنزرت الى بنقردان على صبرهم وثقتهم بنا.
2-نؤكد على يقيننا بأن أبناءنا المفقودين دخلوا التراب الايطالي.
3-تفنيد كل المعلومات الكاذبة المسربة حول نتائج البصمات باعتبار أن السلطات الرسمية الايطالية والتونسية لم تعلن رسميا عن النتائج.
4- نبدي أسفنا الشديد لقيام أم المفقود وسام الرحيمي بحرق نفسها بسبب معلومات غير دقيقة وكاذبة ونرجو لها الشفاء العاجل.
5- نحذر بشدة كل من يدعي أنه ممثل لعائلات المفقودين ويروج أخبارا كاذبة على صفحات الفايس بوك ونقول له(..) لا داعي للمزايدة على قضية إنسانية واللعب بعواطف الناس لغاية في نفس يعقوب.
6- نشكر الحكومة التونسية على ما تبذله من مجهودات ونطلب منها الاسراع بالإعلان رسميا عن نتائج البصمات حتى تتضح الأمور ونرجو من المسؤولين المكلفين بالملف عدم تسريب أخبار غير رسمية لأي كان حتى ينتهي درس البصمات من الجانب الايطالي .7- نجدد ثقتنا في صبر عائلات المفقودين ونضالهم ونرجو أن نكون سببا في إرجاع البسمة إلى أمهات المفقودين ورد الغائب باذن الله العلي العظيم وطي صفحة محزنة من تاريخ تونس».
المصدر : الصباح
فالكل يبحث في كل الاتجاهات.. في تونس.. بين وزارات الداخلية والخارجية والشؤون الاجتماعية وجمعيات حقوق الإنسان.. وفي إيطاليا بين مختلف المصالح المعنية بالملف بحثا عن معلومة مفقودة.. عن حقيقة غائبة قد تعيد البسمة للجميع…
في خصوص هذا الملف الشائك وفي انتظار ما ستعلن عنه السلط الرسمية من مستجدات حال حصولها على معلومات مؤكدة علمت « الصباح » حصريا ان أحد مراكب الصيد التي أبحرت خلسة في ساعة متأخرة من مساء يوم 29 مارس 2011 قد وصل فعلا إلى سواحل لمبدوزا يوم 30 مارس 2011 وهو اليوم الذي صادف فيه تواجد رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني، ففضلا عن التقارير الإخبارية المصورة التي بثتها سابقا إحدى القنوات الإيطالية وظهر فيها عدد من المشاركين في هذه « الحرقة » ومن بينهم الشاب كريم مباركي لدى وصول المركب بالقرب من ميناء لمبدوزا..فإن معطيات جديدة حصلت عليها « الصباح » تدعم هذه الرواية، وتعتبر مفاجأة من الوزن الثقيل..
مفاجأة مدوية
فقبل أيام تلقى شاب تونسي يقطن بإحدى المناطق المحاذية للعاصمة مكالمة هاتفية على جهازه المحمول مجهولة المصدر وبالرد عليها فوجئ بصوت شقيقه التوأم المفقود في إيطاليا منذ شهر مارس 2011، وهنا يقول محدثنا الذي خيّر عدم الكشف عن هويته أو عن هوية شقيقه للرأي العام: »لقد كنت بالبيت أشاهد التلفاز في سهرة يوم الثلاثاء قبل الفارط عندما رن هاتفي ففوجئت برقم غير معروف(numero inconnu) وما إن فتحت الخط حتى كانت دهشتي كبيرة.. عندما اكتشفت ان مخاطبي ليس سوى أخي التوأم… استفسرته عن سبب اختفائه طوال هذه المدة ولمته عن عدم اتصاله بنا مما حول حياتنا إلى جحيم لا يطاق فأعلمني بالحقيقة كاملة« .
محدثنا أضاف: » لقد أعلمني شقيقي أن يوم وصول مركبهم يوم 30 مارس 2011 صادف تواجد برلسكوني بجزيرة لمبدوزا بسبب هجمة « الحراقة » عليها، ولذلك شددت وحدات البحرية الإيطالية والحرس البحري الحراسة على مياهها الإقليمية، وحال اقتراب مركبهم من سواحل لمبدوزا تم مباشرة تحويل وجهته إلى سردينيا حيث منع راكبوه من الاتصال بعائلاتهم أو إرسال حتى رسائل لها بمقتضى اتفاقية « سياسية » قال إنها أبرمت بين الجانبين الإيطالي والتونسي حتى يحدا من رحلات الهجرة غير السرية في تلك الفترة« .
عقوبات سالبة للحرية
وذكر نفس المصدر أن السلط الإيطالية قضت بسجن كل واحد منهم لمدة 15 شهرا وأودعتهم معتقل سردانيا ثم قامت بنقلهم إلى شمال روما ثم تراباني قبل أن يتم نقلهم إلى معتقل يجهل المنطقة التي يتواجد بها، مشيرا إلى أن شقيقه أصبح منذ مدة يعمل بحضيرة تابعة للمعتقل، وهو ما مكنه من التعرف أخيرا على أحد الاعوان فرأف لحاله عندما أخبره بوفاة والده فمكنه خلال تلك الليلة بعد إخلاد الجميع للنوم(حوالي الساعة الثالثة فجرا) من بطاقة سيم لهاتف محمول ليتصل بنا ويطمئننا عن مصيره وعن مصير كل من كان معه على متن »البلانصي » والذين ينحدرون من عدة مناطق وأحياء شعبية كالسمران والوردية والجبل الأحمر وولاية صفاقس.
وتابع محدثنا قائلا: » لقد أعلمني شقيقي أن عددا كبيرا من التونسيين ممن يعتبرون في عداد المفقودين هم معه بنفس المعتقل، كما أكد لي أن عقوبته تنتهي يوم 29 جوان القادم وهو مهدد بالترحيل بعدها، كما أشار إلى أنه لم يقع إخضاعه إلى إجراء أخذ البصمة أثناء مروره بمختلف المعتقلات شأنه في ذلك شأن جل مرافقيه وبالتالي فإن مسألة البصمة لن تجدي نفعا ولن تتوصل إلى فك لغز اختفائهم« .
محدثنا ختم بالقول: » لقد أعلمني شقيقي أنه سيتصل بي يوم الخميس ولكنه لم يفعل ولست أدري ماهي الموانع وها انا مازلت أنتظر اتصالا ثانيا منه« .
وفي نفس الإطار أكد نور الدين مباركي والد المفقود كريم مباركي وأحد ممثلي لجنة عائلات الحارقين التونسيين المتواجد حاليا في إيطاليا في إطار متابعة ملف المفقودين، أن الرواية التي قدمها شقيق أحد المفقودين صحيحة، وهو يعمل الآن جاهدا على ربط الصلة مع مسؤولي معتقل سردانيا في مرحلة أولى لمعرفة عدد نزلاء المعتقل التونسيين والمراكز الأخرى التي يحتفظ فيها بالمعتقلين التونسيين.
1577 مفقودا تونسيا
وأضاف مباركي في اتصال هاتفي مع »الصباح » مباشرة من العاصمة الإيطالية روما: »لقد تسلمت السلطات الإيطالية من نظيرتها التونسية 295 بصمة على ثلاث مراحل الأولى بها 143 بصمة والثانية 112 والثالثة 40، ولكن المفاجأة الكبرى هي أن السلط الإيطالية وفي إطار مراوغاتها المتواصلة أرسلت نتيجة مجموعة من البصمات للسلطات التونسية تبين أنها لمفقودين تونسيين منذ سنتي 2004 و2005، دون أن تمكنها من تقرير حول بصمات المفقودين عام 2011، واكد استنادا إلى مصدر من وزارة الداخلية الإيطالية أن عدد التونسيين المفقودين في إيطاليا منذ سنوات عديدة يبلغ 1577 شخصا، وهي مفاجأة من الوزن الثقيل لم نكن على علم بها، وختم بالقول: « نحن نطالب السلطات الإيطالية بضرورة الإسراع في إنجاز تقارير حول بصمات المفقودين التي أرسلت لها قبل أكثر من شهر، وبعد إنجاز مهمتها على أكمل وجه بإمكانها التفرغ للبحث عن بقية المفقودين القدامى.
بيان بعثة ممثلي عائلات المفقودين
إلى ذلك أصدرت بعثة ممثلي عائلات المفقودين المتكونة من الإخوة والأخوات ربح كريم ونور الدين المباركي وأحمد بن حسين ومحرز النقاش بيانا في روما تحصلت»الصباح» حصريا على نسخة منه هذا ما جاء فيه:»لقد شهدت قضية المفقودين في الفترة الاخيرة عدة تطورات مهمة لعل من أبرزها الوصول الى المحطة النهائية وهي نتائج البصمات التي قد تحدد مصير أبنائنا وتكشف لغز اختفائهم داخل التراب الايطالي وانقطاع الاتصال بهم ونحن من خلال هذا البيان نود أن نؤكد على عدة نقاط:
1- الشكر الحار لأهالي المفقودين من بنزرت الى بنقردان على صبرهم وثقتهم بنا.
2-نؤكد على يقيننا بأن أبناءنا المفقودين دخلوا التراب الايطالي.
3-تفنيد كل المعلومات الكاذبة المسربة حول نتائج البصمات باعتبار أن السلطات الرسمية الايطالية والتونسية لم تعلن رسميا عن النتائج.
4- نبدي أسفنا الشديد لقيام أم المفقود وسام الرحيمي بحرق نفسها بسبب معلومات غير دقيقة وكاذبة ونرجو لها الشفاء العاجل.
5- نحذر بشدة كل من يدعي أنه ممثل لعائلات المفقودين ويروج أخبارا كاذبة على صفحات الفايس بوك ونقول له(..) لا داعي للمزايدة على قضية إنسانية واللعب بعواطف الناس لغاية في نفس يعقوب.
6- نشكر الحكومة التونسية على ما تبذله من مجهودات ونطلب منها الاسراع بالإعلان رسميا عن نتائج البصمات حتى تتضح الأمور ونرجو من المسؤولين المكلفين بالملف عدم تسريب أخبار غير رسمية لأي كان حتى ينتهي درس البصمات من الجانب الايطالي .7- نجدد ثقتنا في صبر عائلات المفقودين ونضالهم ونرجو أن نكون سببا في إرجاع البسمة إلى أمهات المفقودين ورد الغائب باذن الله العلي العظيم وطي صفحة محزنة من تاريخ تونس».
المصدر : الصباح
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire