 |
| المحامي: البشير الصيد |
اصيب اتباع التيار القومي في فرعه الناصري بصدمة حقيقية بعد انكشاف وثيقة تثبت العلاقة التي كانت في ظل السرية المطلقة بين عميد المحامين السابق واحد اركان الناصريين بتونس وبين قصر قرطاج الذي استطاع "شراء" الصيد عبر تكليفه بالتمثيل القانوني لشركة التامين واعادة التامين والدفاع عنها وتقديم الاستشارات القانونية لها وهي مؤسسة ضخمة تعود للقطاع العام وتكون عقودها مع المحامين بمعاليم خيالية مما يجعل تلك العقود تاخذ صفة المكافآت السياسية اكثر منها اجورا مقابل الاتعاب القانونية.
تجدر الاشارة الى ان عديد السياسيين لم يفهموا عند انتخابات العمادة لسنة 2010 تحالف العميد المنتهية عمادته بشير الصيد مع المحامين التجمعيين خلال الدور الثاني الذي افضى الى هزيمته وفوز عبد الرزاق الكيلاني بعد ان ساندته كتلة ما يسمى بالتيار اللاوضعي وهم الاسلاميون- حوالي 700 محام-. عملية ما سماه البعض بشراء بشير الصيد كانت بتخطيط محكم من مستشاري القصر تمهيدا لتدجين عمادة المحامين اذ كان في تخطيط الجماعة ان العمادة الجديدة ستكون عبر تحالف التجمعيين مع الصيد وديعة مع الحكومة وخاصة في ملف انتهاكات حقوق الانسان والحريات الاساسية و السياسية.
بشير الصيد معروف عنه نزعته القيادية وسرعة اختصامه مع رفاقه القوميين وتذبذبه في التعامل مع الاسلاميين اذ تقرب اليهم سنة 2007 عند انتخابات العمادة وحاربهم سنة 2010 بعد تحالفه الجديد حينها مع التجمعيين عاد بعد الثورة لمنع اي تحالف انتخابي مع النهضة بالرغم من التحالفات الجزئية في انتخابات نقابية محلية. سبق له وان انسحب منذ اشهر من خطة منسق عام لحركة الشعب الوحدوية التقدمية بعد ان رفض اجراء انتخابات داخلية لتحديد الاطر القيادية خوفا من خسارته امام كما انه في خلاف يزيد حينا وينقص احيانا مع اغلب الاسماء الناصرية بالبلاد مثل الحبيب المخ ومحمد الهادي الوسلاتي وثابت قويدر وزهير المغزاوي ولسعد اليعقوبي وبوعلي المباركي وغيرهم. وهو الان يشتغل على ملف البغدادي المحمودي ساعيا عبر تحالف مع اليسار الضغط على الحكومة من اجل عدم تسليم الوزير الاول الليبي السابق لسلطات المجلس الانتقالي. الصيد كان ومنذ اسابيع يحاول استغلال تلك القضية من اجل رفع اسهمه اعلاميا في الاوساط الناصرية لكن يبدو ان كشف الوثيقة الاخيرة حول تعامله مع القصر ستقضي على كثير من آماله السياسية.
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire