أحداث لن تجدها في كتب التاريخ المدرسية لأن التاريخ كانت يكتبه الدكتاتور الأكبر .. ستة و عشرين جانفي و ما أدراك ما ستة و عشرين جانفي 1978 !! | MA Tunisie

أحداث لن تجدها في كتب التاريخ المدرسية لأن التاريخ كانت يكتبه الدكتاتور الأكبر .. ستة و عشرين جانفي و ما أدراك ما ستة و عشرين جانفي 1978 !!

vendredi 27 janvier 2012


في مثل هذا اليوم من سنة 1978 قتل النظام البورقيبي الديكتاتوري بالرصاص الحي في يوم واحد أكثر مما قتل بن علي في ثورة 17 ديسمبر كاملة و أكثر مما قتل الاحتلال الفرنسي في ملحمة 9 أفريل، دون الحديث عن الإعتقالات و التعذيب و المحاكمات الجائرة التي تلت.
من المضحكات المبكيات، انه حتى في مثل هذه الذكرى، هناك من لا يستحي و يمجد بورقيبة و تلامذته.
لن تجد أثرا لهذه الذكرى في الكتب الدراسية، فمن مآثر المجاهد الأكبر تزييف التاريخ و تلخيصه للتاريخ في ذاته.
ابتدأت المسيرات منذ الأيّام الأول من جانفي 1978 في الجنوب التونسي( دوز). حالة من الغليان و الاحتقان القصوى أسبابها عديدة منها السياسي ( انعدام الحريّات العامة بالبلاد، محاكمات متتالية، انتخابات مزوّرة مجالس نيابية و بلدية صورية لا تمثل الشعب، فساد...) و منها الاقتصادي (غلاء المعيشة, إضرابات بالمئات منذ أكثر من سنة). انطلقت مسيرة من شارع فرانسا بتونس يوم 25 جانفي على الساعة السادسة مساء قمعت بشدّة لم يعهدها احد.
في26 جانفي يوم الأضراب العام الذي قررته المركزية النقابية انطلقت المسيرات منذ التاسعة صباحا تجوب شوارع اغلب المدن التونسيّة. جوبهت بقوّة السلاح الناري. استعملت يومها السيّارات المصفّحة و الهيليكبترات . قالت الإحصائيات الرسميّة أن 52 نفرا سقطوا يومها بينما أحصى الأطبّاء أكثر من 200 قتيل في العاصمة فقط.
يوم 26 من هذا الشهر تكون قد مرت34 سنة كاملة على أحداث الخميس الأسود، أحداث يوم الخميس 26 جانفي 1978 الدامية التي هزت البلاد وأودت بحياة المئات من التونسيين وخلفت الآلاف من الجرحى إثر الاصطدامات العنيفةب ين المظاهرات الشعبيّة من جهة وقوات البوليس والجيش وميليشيات الحزب الحاكم من جهة أخرى التي كان يقودها في ذلك الوقت المجرم زين العابدين بن علي.

ففي ذلك اليوم عمّت المسيرات والمظاهرات الشعبية شوارع وضواحي تونس العاصمة وكبريات المدن التونسية ورافقتها مصادمات وأعمال عنف وحرق وتكسير كانت مجموعات ميليشيات "الحزب الاشتراكي الدستوري" الحاكم ("التجمع المحظور" ) أول من أشعل فتيلها لجر المتظاهرين والغاضبين لللغضب العارم على سلطة بورقيبة البوليسيّة.

وكانت النتيجة عددا كبيرا من القتلى والجرحى. وقد اعترفت الحكومة آنذاك (حكومة الهادي نويرة) بسقوط 52 قتيلا و365 جريحا في ما تحدثت تقارير أخرى مستقلة عن مقتل ما يزيد عن 400 شخص وجرح أكثر من ألف.

وضمن النتيجة أيضا عدد ضخم من المعتقلين، من النقابيين، مسؤولين مركزيين وجهويين ومن مختلف القطاعات ونشطاء، ومن العمال والمتظاهرين وممن ألصقت بهم تهم التكسير والتعدي على أملاك الغير وما إلى ذلك من التهم المعروفة. في مثل هذا الجو تم تدبير الانقلاب على الاتحاد العام التونسي للشغل وتنصيب قيادة موالية للحكومة (جماعة المنصبين بقيادة التيجاني عبيد) ونسجت خيوط المحاكمة الشهيرة ضد القيادة النقابية الشرعية.

وفوق كل ذلك فقد شهد يوم 26 جانفي 78 دخول الجيش لأول مرة في تاريخ تونس الحديث، على ركح الأحداث السياسية وكطرف لفض النزاع المدني بين الحكومة والمنظمة النقابية و كانت تعليمات بورقيبة واضحة بقمع الاحتجاجات بأي وسيلة و بأي ثمن و استعملت طائرات الهيليكوبتر لقمع المتظاهرين.

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

 
MA Tunisie © 2011 | Designed by RumahDijual, in collaboration with Online Casino, Uncharted 3 and MW3 Forum