العالم التونسي محمد الأوسط العياري في حديث خاص لـ«الأنوار»(1) ما يحدث في الجامعة غير مقبول... وهذه أولويات المجلس التأسيسي.. ورأيي في الرئيس الجديد! | MA Tunisie

العالم التونسي محمد الأوسط العياري في حديث خاص لـ«الأنوار»(1) ما يحدث في الجامعة غير مقبول... وهذه أولويات المجلس التأسيسي.. ورأيي في الرئيس الجديد!

dimanche 11 décembre 2011

ما يحدث في الجامعة غير مقبول... وهذه أولويات المجلس التأسيسي.. ورأيي في الرئيس الجديد!

الديمقراطية ضرورة للشعب التونسي فقط، ولاستمرار وحدته أيضا!

أي بلد يروم النجاح لا يستطيع أن يعيش تحت الفوضى

حوار: محمد الماطري صميدة

محمد الأوسط العياري

كلما وجدت الفرصة سانحة للتحاور مع العالم التونسي الكبير محمد الأوسط العياري لا أتردد لحظة واحدة! وذلك لأن الرجل عميق جدا، ومتدفق جدا فضلا عن أنه العالم رقم 1 في العالم وهذا شرف يجب أن يفتخر به كل تونسي وعربي!

ولقد اتصل بي مؤخرا يسأل عن أحوالي كريما مباشرة من أمريكا فلم أفوّت فرصة محاورته حول الوضع الراهن بالبلاد وآخر أخباره العلمية!

ولقد كان متدفقا كالعادة وصبورا أمام أسئلتي العديدة والكثيرة ولقد أجاب عنها بصدق أيضا!

وهل لي أن أعترف؟ نعم!

إني أجد متعة لا تضاهى في التحدث إلى هذا العالم الجليل وقد اكتملت له القدرة ـ فيما أرى ـ على أن يسبح في العباب بعلمه وتواضعه جوابا عن كل سؤال يتردد في الأعماق حتى يبلغ القرار!

وفي هذا الحوار الذي أنشره على جزأين جواب لكل سؤال يتردد في الأعماق!

ما رأيك دكتور الأوسط في ما يحدث في الجامعة التونسية من اضطرابات واعتصامات وعنف خاصة أن علاقتك جيّدة بالطلبة؟

ـ طبعا إن ما يحدث غير مقبول بكل المقاييس والطلبة يعرفون مدى حبي لهم واحترامي وتقديري ولكن هذا لا يمنع من إصداعي بكلمة حق أرى من الواجب إسماعها حتى يعرف كل طرف في الجامعة ما له وما عليه.

فللجامعة حرمة يجب أن تصان وتحترم ولا يعقل التعدي على هذه الحرمة.

ففي الجامعة هناك مجلس جامعي وعميد وإدارة كاملة وأساتذة يقررون وعلى الطلبة أن يحترموا تلك القرارات والقوانين وإذا لم يعجب الطلبة قانون الجامعة فعليهم الالتجاء إلى القضاء الجامعة منارة علمية يجب أن تكون بمعزل عن المزايدات والحسابات السياسية والشغب مرفوض في الجامعة بكل المقاييس وهو مظهر غير حضاري بالمرة.

وأنا هنا ومن موقع حبي للطلبة وللأساتذة على حد السواء أدعو إلى ضرورة المحافظة على حرمة الجامعة التونسية والحريات الأكاديمية والبيداغوجية والاحتكام إلى الحوار في معالجة الشواغل المطروحة وأدعو إلى ضبط النفس في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها تونس فهناك أولويات لا بد من إيلائها العناية والجهد والوقت.

وما هي دكتورنا الجليل أولويات المرحلة حسب رأيك؟

ـ أنا أؤمن بالتراضي والتراضي بتعبير آخر هو الديمقراطيثة أي أن الشرط الديمقراطي ضروري ليس كحق للشعب التونسي فقط ولكن كضرورة لاستمرار وحدته أيضا.

فعلى المجلس التأسيسي بكل مكوناته وأطيافه أن يعلم أن كل تأخير في الوقت ليس في صالح الشعب وعليه وضع ا لبلاد في المسار الديمقراطي الحر والصحيح في أقرب وأسرع وقت ممكن ويجب أن يعطي الصبغة الجديدة التي ستصبح عليها تونس ويجب الإسراع بكتابة الدستور وذلك بالاستئناس بأصحاب الكفاءات القانونية فهذا دستور وليس لعبة يحكمها المزاج الشخصي.

هناك شعب ينتظر وصبره على وشك النفاد وهناك عجلة اقتصاد تدور بصعوبة كبرى وهناك عالم يراقب وهناك انتظارات وأحلام متنوعة وعديدة لا بد من وضعها في الاعتبار ويجب ترجمة كل ذلك في عمل بناء مع استثمار الوقت ولا يعقل أن يذهب الوقت سدى في الانتقال من حكومة انتقالية مؤقتة إلى أخرى انتقالية مؤقتة.. يجب أن يسير القطار بالركب وأثناء الرحلة نصلح ما يجب إصلاحه وهكذا تعالج الأمور ولا بد بعد ذلك من حزم في فرض ما استقر عليه الرأي الغالب في تونس.. يجب عدم التوقف في نقاشات بيزنطية ضررها كبير على الوطن والشعب لا للارتجال هذا صحيح ولكن أيضا لا للبطء المطلق في معالجة الأمور... يجب أن تدور العجلة كما نقول بالتونسي ثم لكل حادث حديث!

عفوا دكتور محمد الأوسط العياري أريد أن أعود بك للجامعة التونسية فهل تعلم أن ترتيبها متأخر جدا في سلم الترتيب العالمي الجامعي؟

ـ صحيح، كنا في مستوى أعلى ولكن النظام السابق هو من أخر ترتيبنا الجامعي بسبب اصطفائه لبرامج تعليمية خاطئة وتركيزه جامعات صغيرة في أنحاء البلاد دون إعطاء النواة لكي تكون جامعات تامة الشروط بدعوى اللامركزية الجامعية.

فكل جامعة لا تتوفر فيها مراكز البحث العلمي والمخابر والأساتذة الأكفاء هي جامعات فارغة في محتواها ولا يمكن أن تقدم شيئا يذكر للطلبة وللمجتمع على حد السواء.

ولكن هذا لا يمنعني من القول إن طلبتنا متميزون وأذكياء ويملكون «المادة الشخمة» أي العقول المستنيرة التي لو توظف جيدا فستفعل العجب العجاب.

الطالب التونسي مشهود له بالذكاء والتأقلم والحرفية العلمية ولكن أين سيفجر طاقاته هل في مخابر محدودة التجهيزات والإمكانات.

ولنكن صرحاء رغبة في التأسيس لمرحلة جديدة من التقدم والازدهار فبالعلم والأخلاق تتقدم الأمم وهذا رأيي أقوله دائما ولا أقول أقل منه.

ما هو تقييمك للوضع الراهن في البلاد وكيف تحكم على التجربة التونسية إلى حد الآن؟

ـ لست أنفي أن ما حدث في تونس يثير الإعجاب حقا، وعلينا أن نستغل ذلك بالإصغاء والتسمع الذي تحبونا به شعوب العالم المتحضر في تطلع واهتمام علينا أن نستثمر ذلك الالتفات الذي تولينا إياه تلك الشعوب في إعزاز وإكبار ولعل ذلك الصيت الذي كسبناه في المحيط الخارجي يلقي على كاهلنا عبئا لا بد أن ننهض به وهو على الشعب أن يعمل ويصبر على تحقيق طلباته الكثيرة والمستحقة.

أفسّر فأقول صادقا لا يمكن لأي حكومة حالية أن تستطيع أن تفي بالتزاماتها للشعب في الوقت الراهن ذلك أمر يتطلب شيئا من الوقت وعلى الشعب أن يفهم ذلك وعليه أن يفهم أيضا أنه يجب عليه أن يساهم من موقعه في النهوض بالبلاد بالعمل وعدم تعطيل مصالح المؤسسات الاقتصادية ففي التعاون نهوض بالبلاد والنهوض بالبلاد هو أيضا نهوض بمستوى عيش العباد على أني هنا وفي هذه النقطة بالذات أحث الحكومة الجديدة والتي ستعقبها على اصطفاء مشاريع اقتصادية طويلة المدى ومثمرة ومنتجة تستقطب اليد العاملة لا إصطفاء مشاريع هامشية حينية للتصدير لا غير فهذه سياسة خاطئة ستكون لها اثارها الكارثية على المدى القصير لا بد من مشاريع كبرى وصناعات كبرى.

طبعا هناك هنات وإخلالات في العملية السياسية برمتها ولقد كنت ناديت باستقلالية السلط الثلاث وانتخابها من طرف الشعب لا تعيينها كالحكومة ورئيس الجمهورية ولكن على كل حال كانت العملية تكون أكثر جدوى وتقطع مع التمشي السابق ولكن لجنة الأستاذ عياض بن عاشور لم تحكمها جيدا ولم تحسبها جيدا ولم تخطط لها جيدا وهو ما كان سببا في كثرة هذه الاعتصامات والاضطرابات والمزايدات السياسية وفتحت الباب لبعض التجاوزات.

لقد كان الحل واضحا وجليا وذلك ببعث ثلاث سلط مستقلة تأسيسية في فترة معينة تتكامل من أجل هدف واحد هو مصلحة البلاد أما مسألة تعيين رئيس وتعيين حكومة وهكذا فإن العملية برمتها كانت منقوصة وستشهد كثيرا من التجاذبات.

ما رأيك في الرئيس الجديد وماهي مواصفات الرئيس؟

ـ للعلم، فليس لي أي اعتراض على أي حزب أو رئيس ولست متحزبا فأنا صوت مستقل وأراني أنفع في موقع المستقل لا المتحزب وعليه فإني أعتقد أن الرئيس الجديد لن يستطيع أن يفعل شيئا يذكر للبلاد في الفترة الحالية خاصة إذا كان محدود الصلاحيات وخاصة أيضا أنه تم تعيينه وليس منتخبا من طرف الشعب ولكن على كل حال الخير في ما اختاره ممثلو الشعب في المجلس التأسيسي.

أما عن مواصفات الرئيس بصفة عامة فيجب أن يكون محل ثقة ويجب أن يكون عنده فهم سياسي واقتصادي ويجب أن يعرض برامجه على الشعب بكل شفافية وصدق ودون مغالاة في المزايدات الكلامية الواهية.

هناك برامج يريدها الشعب وعلى هذا الرئيس أن يكون مطلعا عليها فيحاول من موقعه تلبيتها أو التمهيد لتحقيقها وتنفيذها يجب أن يكون في خدمة الشعب لا أن يكون الشعب في خدمته.

ولنا في التجارب السابقة مثال للدمار والخراب والاستبداد.

وليتخذ من الخطط الإيجابية ما يشد الأواصر الثقافية والاقتصادية والاجتماعية بين أفراد الشعب الواحد في هذا الوطن العزيز.

لو تطلب منك حركة النهضة الانضمام إلى تركيبتها الحكومية هل تقبل بذلك؟

ـ أنا أبارك في البداية اختيارات الشعب و«النهضة» يجب إعطاؤها الفرصة للعمل ثم الحكم على توجهاتها وبرامجها وأعمالها ومشاريعها الاقتصادية.

وكما أسلفت الذكر فإني أفضل أن أبقى في مكان ومكانة صاحب الصوت المستقل أراني أنفع أكثر انطلاقا من هذا الموقع ولكن إذا رأى من يهمه الأمر أن أبدي رأيي في أي مسألة فإني لن أتردد فهذا وطني وتهمني مصلحته ومصلحة شعبه.

ولقد أؤكد على شيء هام جدا هنا وهو أن التجربة التونسية تجربة تاريخية فريدة لها خصوصياتها وتدرس لذاتها لا لشيء آخر على الاطلاق!

كيف تنجح التجربة الديمقراطية في تونس؟ وهل أن أمريكا حسب رأيك لها ضلع في قيام الثورة التونسية؟

ـ إذا وصلنا إلى قناعة أن التجربة التونسية هي تجربة قائمة بذاتها ولم تخترق فكريا وسياسيا كما حدث لمجتمعات أخرى فإن التجربة ستنجح لا محالة وهناك فرق كبير بين باب مفتوح وباب مقتحم!

إن تونس لديها الوقت ولديها الفرصة لنمو لا تعوقه عوائق ولا تعترضه أسباب من خارجه فقط وبشرط احترام إرادة الشعب فثورتنا عفوية ويجب أن تتواصل كذلك أما إذا حاولنا تركيبها على تجارب أخرى أو إكسابها حلة ليست لها فطبيعي ستفشل التجربة.

نحن نحتاج أن نعوّل على ذاتنا وشخصيتنا وتركيبتنا وعاداتنا ومقوماتنا.

تنجح الديمقراطية إذا كان للشعب حرية الاختيار المفتوح في الأفكار والاجتهادات والنقل والتطوير والتجديد دون عوائق أو روادع... في كلمة إن الثورة التونسية كنز ويجب أن تتحول إلى ثروة حقيقية، وذلك بالإرادة وكل شيء بالإرادة قابل للتنفيذ.

أما عن التدخل الأمريكي في الشأن التونسي فقد سمعت هذا الكلام ولا أراه صحيحا على الأقل إلى حد الآن فالثورة التونسية عفوية وقامت رفضا للاستبداد وانفجر البخار المكتوم في الصدور بعد «صبر أيوب» على مكاره نظام الحكم المستبد.

والشعب التونسي واع ويرفض كل تدخل خارجي في شأنه والدول الكبرى تعرف هذا وتقدره وتحترمه.

وحتى نفوّت الفرصة على الجميع يجب العمل بسرعة على تركيز نواة الدولة... فهذا ضروري للانتقال الديمقراطي الصحيح والمثمر... العمل السريع والمتقن في نفس الوقت حصانة، ضد التجاذبات الخارجية، وإن أي بلد يروم النجاح لا يستطيع أن يعيش تحت الفوضى... أو انعدام الأمن!

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

 
MA Tunisie © 2011 | Designed by RumahDijual, in collaboration with Online Casino, Uncharted 3 and MW3 Forum