تشن بعض الأوساط السياسية والنشطاء الفايسبوكيين هجوما لا أخلاقيا على الدكتور رفيق عبد السلام، بمناسبة الحديث عن احتمال توليه لمنصب وزير الخارجية. ويأتي هذا الهجوم رغم أن لا شيء مؤكدا حتى الآن بشأن تولي الدكتور عبد السلام لهذا المنصب المهم. ولكن ألسنة السوء وأقلام البؤس بدأت تنشر سمومها في كل موضع.
يتركز الهجوم على الدكتور رفيق عبد السلام، وهو هجو...م لا أخلاقي، ويعبر عن طريقة تفكير بائسة ورديئة، على علاقة المصاهرة بين الدكتور رفيق والشيخ راشد الغنوشي. ومن يعرف الدكتور رفيق (وأنا أعرفه عن قرب معرفة صداقة وزمالة ونضال طويل مشترك مستمر منذ أكثر من 25 عاما) يعرفه مناضلا شريفا، ورجلا كفء، وقياديا طلابيا شهدت له ساحات النضال الجامعي خطيبا مفوها وقت الشدة، حين تخاذل المتخاذلون، من أصحاب الألسنة الحداد اليوم، وحين كان بعضهم يخدم مطحنة الاستبداد.. وعرفته عضوا في المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للطلبة لدورتين متتاليتين، ومعتقلا سابقا، ومهجرا منفيا ثابتا راسخا رسوخ الجبال لأكثر من عقدين، وذلك قبل أن يرتبط بعلاقة المصاهرة مع الشيخ الجليل.
وقد رأيت بعض المتطفلين على السياسة وعلى الإعلام وعلى الشأن العام جملة، يهاجمون الدكتور رفيق عبد السلام، ويهاجمون التلفزة الوطنية التونسية لاستضافتها له في برنامج إخباري لدقائق معدودة، حجتهم البائسة في ذلك أنه صهر للشيخ الغنوشي، وكأن المصاهرة قيد يجب أن يكبل الطاقات التونسية، ويجب أن يحرم تونس من كفاءاتها العالية، وكأنه مشروع أن يعاقب شخص كفء لمصاهرته لفلان أو علان. ومن هاجم القناة لاستضافتها للدكتور رفيق ليس غريبا عليه أن يشن هجومه الساقط وغير الأخلاقي على الرجل اليوم إذ تم تداول اسمها مرشحا لمنصب وزاري، يستحقه بنضاله وكفاءته لا بمصاهرته.
الدكتور رفيق حاصل على الدكتوراه من جامعة بريطانية عريقة، ولم تعط له هذه الشهادة لمصاهرته للشيخ الغنوشي، بل أعطيت له لكفاءته في البحث وقدرته العلمية المقدرة. وله عدة مؤلفات وأبحاث علمية قيمة، مثلما له سجل نضالي عريق، دفاعا عن كرامة التونسيين وحرياتهم، بقلمه وفكره ولسانه، قبل علاقة المصاهرة وبعدها، وله اطلاع واسع على أحوال العالم وعلى تجارب الأمم والشعوب، ويتكلم 3 لغات بشكل طلق، وشارك في منتديات ومؤتمرات ولقاءات علمية وسياسية، دفاعا عن القضية التونسية، مع خبراء ومسؤولين وباحثين من مختلف أنحاء العالم، ما يجعله أهلا لأي مسؤولية، بغض النظر عن علاقة المصاهرة التي تربطه بفلان كان أو علان.
فمتى تترفع ساحتنا السياسية عن الطعن غير الأخلاقي في المناضلين؟
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire